لفظة (أَبَىْ) بين اللغة والبيان القرآني
الملخص
يندرج هذا العمل تحت الأبحاث التي تنظر في لفظة واحدة وتتعقبها وتنظر في معانيها، وهو سلسلة لأعمال سابقة عُرفت في التراث اللغوي، مثل العناية بفعل من الأفعال أو حرف من الحروف أو صيغة من الصيغ الصرفية، يتتبعها الباحث ويقف على مرمى من معانيها، وقد يكون الوقوف على آية واحدة من القرآن الكريم، أو الوقوف على جملة نحوية أو استعمال لغوي معين.
ويقف بحثنا هذا على لفظة (أبى) من القرآن الكريم وينظر في معانيها ودلالاتها ومقاماتها، وينظر في الأبواب الصرفية التي احتملتها هذه اللفظة نتيجة لاختلاف العلماء في بيانها ونسبتها، وتوصل البحث إلى أنّ لفظة (أبى) من الباب الرابع (أبِي يأبَى) وهو ما ذهب إليه سيبويه(ت180هـ) لكن انتقل هذا اللفظ إلى الباب الثالث (أبَى يأبَى) طلبا للخفة، وكانت تلك النتيجة قائمة على أساس المعنى الذي تفيده اللفظة، إذ دلالتها اللغوية تفيد الثبوت، فمعنى الإباء لا يكون إلّا في مَن صار له الإباء كالعادة والسجية، فهو مداوم على الإباء حتى صار كالعادة التي ضرت به وتمكنت منه.